تجربة تحليل التقاطع المروري مع المناقشة (Traffic Intersection Analysis)
العوامل التي تساهم في حوادث المرور عديدة، وتتفاعل بشكل معقد. ومع ذلك، فإن توضيح أسباب الحوادث أمر لا غنى عنه في التخطيط لتدابير فعالة لمنع الحوادث. تُستخدم تقارير الحوادث في الموقع الذي تملأه الشرطة بشكل تقليدي باعتبارها البيانات الأساسية لتوضيح أسباب الحوادث ؛ ومع ذلك، لن يتم الحصول على عدد كافٍ من الحالات من هذه التقارير وحدها، بغض النظر عن المدة التي تستمر فيها الملاحظات.
لهذا السبب، تستخدم بعض الدراسات لتحديد وقت حدوث تعارض في حركة المرور كمؤشر تقييم بديل. ومع ذلك، نادراً ما يستخدم الصراع المروري في الدراسات الأكاديمية بسبب صعوبة تحديد “المضاعفات” والميل نحو الانحياز الذاتي.
تقترح هذه الدراسة طرق التحقيق وتحليل البيانات على تقاطع النقيب في جامعة تكريت – مجاور مبنى قسم التسجيل لكلية الهندسة المدنية.
شاهد أيضاً: تجربة سرعة الجريان الحر مع المناقشة – Free Flow Speed Test
طريقة تحليل التقاطع المروري
حتى مع الملاحظة طويلة الأجل، سوف لن يكون هناك حالات كافية لتحليل العوامل المساهمة في حوادث المرور إذا كنا نعتمد فقط على بيانات حوادث المرور التقليدية التي تم الحصول عليها من تقارير الحوادث في الموقع.
علاوة على ذلك، عندما تؤخذ تدابير الوقاية من الحوادث، قد يستغرق سنوات عديدة لقياس آثارها باستخدام تلك التقارير.
طرق رصد الحوادث المرورية في التقاطعات
1. التحقق عبر TAAMS
كما هو مبين في الشكل 2، TAAMS تضم كاميرا فيديو وكاشفًا للصوت ومميزًا وذاكرة فيديو VTR. يقوم النظام تلقائيًا بتسجيل الصور التي التقطتها كاميرا مثبتة في الشارع. في الأوقات العادية، يتم تخزين الصور مؤقتًا رقميًا في الذاكرة قبل الكتابة فوقها. عندما يسجل الصوت يتم تحديد الميكروفون ليكون الصوت الخاص إما حادث مروري أو حدث قريب عن الميكروفون، و يقوم النظام بتخزين بيانات الصورة، ثم يحولها إلى إشارات تمثيلية وتسجيلها على VTR. من الممكن تسجيل جميع الصور عن طريق تعطيل وظيفة التمييز السليم.
2. التحقيق عبر صورة الفيديو
العديد من حوادث المرور ناتجة عن انتهاكات إشارات المرور. وتشمل الانتهاكات التجاهل الخطير لإشارة المرور وانعطاف اليمين أو اليسار. يعتبر تكرار ونمط حدوث هذه الانتهاكات بمثابة معلومات توضح ظواهر المرور. تعرف هذه الدراسة بشكل شامل على أنها “اضطراب المرور”.
الانتهاكات المختلفة لأنظمة المرور أو ظواهر المرور الخطيرة عند تقاطع عادي، وصنفها إلى 15 نوعًا (في الجدول 1). تنقسم إلى 30 نوعاً فرعياً، وفقاً لنمط الحدوث.
أحد الاضطرابات المرورية، على سبيل المثال، هو تجاهل إشارة المرور. يتم التمييز بين التجاهل من جانب المركبة وبين المشاة. يمكن تقسيم الاضطرابات المرورية إلى حد كبير إلى من يعانون من إجراءات مراوغة وبدونها.
علاوة على ذلك ، فإن درجة الخطر الناتجة عن اضطراب المرور تعتمد على ما إذا كان يتم اتخاذ إجراءات المراوغة أو لا.
إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء مراوغة ، فإن العلاقة بين وقت الحدوث، إشارة المرور، البيئة المحيطة و تدفق حركة المرور اليومي أمر بالغ الأهمية. عندما يتم اتخاذ إجراء مراوغة، فمن الضروري أن نفهم أي شخص اتخذ الإجراء وإلى أي مدى قاموا بذلك.
أشكال التقاطعات المرورية
أ- تقاطع ذو ثلاث أرجل على شكل حرف T او Y:
يصلح هذا النوع من التقاطعات كنقاط تواصل بين الشوارع داخل المدن ويصلح لنقاط التقاطع ما بين الشوارع الرئيسية والفرعية.
ب- تقاطع ذو اربع ارجل وهو التقاطع الشائع:
يستخدم هذا النوع عادةً بالمدن. ويتميز هذا النوع من التقاطعات المرورية بفصل السير ذو الاتجاهين ويعطي الأولوية لاتجاه معين كما يساعد السائق على تغيير اتجاهه بسهوله وأمان وأيضاً يقلل من عدد الحوادث.
ج- تقاطع ذو أرجل متعددة (أكثر من أربع أرجل):
يستخدم بالمدن القديمة التي لم تتبع نمط شبكات الطرق حيث يصعب تحديد الأولوية في هذا النوع من التقاطعات ولا في اي وسيلة من وسائل المرور.
د- التقاطع المروري ذو الشكل الدائري وهو ما يعرف بالدوار:
يتميز هذا النوع بتنظيم حركة المرور وبدون توقف ويتيح توجه السائقين الى اليمن او اليسار بيسر وأمان وتكاليفه أقل من تكاليف التقاطعات المرورية المفصولة بجزر وسطية ويقلل من نقاط التضارب الناتجة عن التقاطعات.
مساوئ التقاطع المروري الدوار:
- لا يعمل بفاعلية إذا كانت الطرق المغذية له تعمل بنفس الكثافة
- صعب في حركة المشاة
- بجب أن تزداد مساحتهُ كلما زادت السيارات الداخلة أو الخارجة منهُ
- يحتاج إلى إشارات مرور كثيرة في الليل والنھار لمنع وقوع الحوادث.
الغرض من التجربة
تحليل عناصر التقاطعات المروية من أجل إجراء الدراسات اللاحقة لأخذ التدابير اللازمة لحماية التقاطع.
طريقة العمل
تم اختيار تقاطع النقيب على أحد شوارع جامعة تكريت – خلف مبنى كلية الهندسة المدنية كهدف للتحقيق. هذا التقاطع عبارة عن تقاطع طرقي شائع السفر، حيث يمثل مدخل لمركبات أساتذة الجامعة ومركبات طلاب الأقسام الداخلية.
يحتوي الطريق الرئيسي على مسارين في الإتجاهين وتكون حركة المرور متوسطة. يحتوي الطريق الثانوي على ممر واحد في كل اتجاه وتكون حركة المرور خفيفة. مع دراسة عناصر التقاطع المروري على جانب الطريق، بدأ التحقيق في مارس 2019. تم دراسة وجود 10 من العناصر فقط ووجد بالإختبار الاولي ان التقاطع آمن.
النتائج
أسس تصميم التقاطع (Fundamentals of Intersection design)
هناك عدة أسس من الواجب مراعاتها عند تصميم التقاطع » هي:
- تقليل نقاط الالتقاء بين المركبات ومعالجتها
- السيطرة على السرعة التصميمية للطريق والتقاطع
- السيطرة على تغيير اتجاه الحركة للمرور بالتقاطع
- إعطاء الأهمية بالإشارة أو الأزمان للاتجاه الذي يحمل أعلى حجم مروري من بين بقية الاتجاهات
- فصل الحركات بالنسبة للمرور الغير متجانس.
العوامل المؤثرة في اختيار التقاطع
- الحجم المروري لكل اتجاه
- الكلفة
- مدى ملائمة طوبوغرافية الأرض وحالة الاستملاكات المجاورة لإنشاء التقاطع المروري
- السرعة التصميمية.
المعايير الأساسية التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم التقاطعات
- السلامة المرورية من خلال فصل اتجاهات المرور المختلفة بواسطة
- الجزر المرورية أو الإشارات الضوئية
- السعة المرورية الملائمة حسب التوقعات المستقبلية لأحجام المرور
- النواحي الاقتصادية وتكاليف الإنشاء
- الاستمرارية في الانسياب المروري بما يتناسب وشبكة الطرق المتصلة بالتقاطع.
المناقشة
بينما كانت طرق اختبار أهمية التقاطع التي أجريناها تقليدية جداً وتقتصر على الملاحظة، لا على الأجهزة المتطورة، إلاّ أن الاختبار الإحصائي للتقاطعات يعد أكثر أهمية للعديد من الدراسات العلمية. في هذه التجربة، قدمنا ورقة تفصيلية لعناصر المرور الموجودة في التقاطع ومدى أهميتها للسيطرة على الحوادث المرورية. في الأساس، ونضراً لأن الطريق المدروس هو داخل الحرم الجامعي والتقاطع هو ثلاثي وغير رباعي، تبين أن التقاطع آمن وأن العناصر الموجودة فيه هي كافية لحماية الطريق من الحوادث. وذلك على الأقل وفقاً للحجم المروري الحالي!
- إذا تم زيادة الحجم المروري لهذا الطريق، لأي سببٍ كان سوف تكون هنالك مشكلة كبيرة تتمثل في وضوح الرؤيا الجانبية. إن وجود الرواق على طول الطريق يسبب إنعدام الرؤيا الجانبية وهذا لوحده خطر.
- يتم السيطرة على الحجم المروري في هذا التقاطع عبر بوابة إلكترونية موجودة في التقاطع وتنضم سير المركبات القادمة من جهة عمادة كلية الهندسة. وهذا أمر جيد لتقليل خطر إنعدام الرؤيا الجانبية.
في الختام، يمكنني القول ان الحالة المرورية للتقاطع المدروس اعلاه يمكن ان تصنف ك “محمي” نضراً لأن الطريق داخل الجامعة ومستخدمي الطريق من الطبقات الواعية وكذلك كون أن الحجم المروري خفيف إلى متوسط.
التوصيات
- توصي الدراسة بمنع توقف مركبات النقل الخاص والعام والباصات في منطقة التقاطع مع عزل حركة اليمين لكافة الاتجاهات عن حركة السير للأمام (Through) وذلك من خلال إنشاء الطريق الشرائحي إلى جهة اليمين (road slip) قبل منطقة التوقف في التقاطع.
- تشغيل التقاطع وجعله يعمل بالإشارة الضوئية وتعاقب الأزمان مع إعادة النظر بزمن الدورة للتقاطع حسب الحجوم المرورية وتصنيفها ولكافة الاتجاهات لتقليل زمن التأخير والحوادث المرورية.
- توصي الدراسة بتخطيط منطقة التقاطع المروري بالعلامات وتأثيثهما بالإشارة الضرورية لتأمين عبور السابلة بأمان ولكافة الاتجاهات.
- افتقار التقاطع إلى الشكل الهندسي والمعماري وخلوه من المناطق الخضراء مما يتطلب إظهاره بالشكل الذي يعكس الوجه الحضاري للمدينة.